يقدم موقع فرع إسماعيل للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى ديني مبسط عن : المعنى الحقيقي للعبادة , يتضمن إجابة في الصميم على أي سؤال يُطرح حول الموضوع
المعنى الحقيقي للعبادة
the true meaning of worship
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية : بإذن الله تعالى وتوفيقه يقدم موقع فرع إسماعيل للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : المعنى الحقيقي للعبادة, الفرق بين الحلول والتجسّد!, والله ولي التوفيق
 |
المعنى الحقيقي للعبادة |
المعنى الحقيقي للعبادة
العبادة هي
أن يتخلق الإنسان بأخلاق الله ويتصف بالصفات الإلهية ( في حدود القدرة البشرية ) ويصطبغ بصبغته سبحانه وتعالى , يقول تعالى ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) , أي أن العبادة الحقيقية هي الاصطباغ بصبغة الله , يعني الاتصاف بالصفات الربانية , والصفات الإلهية هي النور الإلهي الذي يتجلى ويظهر آثاره في الكون ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ونعلم أن صفات الله غير محدودة ( يعني نور الله غير محدود ) لأنه سبحانه تعالى غير محدود , وبالتالي فإن عملية الاتصاف بالصفات الإلهية ( في حدود القدرة البشرية ) هي عملية دائمة مستمرة ولا نهاية لها .
ولو نظرنا إلى هذا الموضوع من منظور آخر , نقول , إن عبادة الله والتخلق بأخلاقه يستلزم أن يكون الإنسان على شيء من العلم بصفات الله تعالى , وهو ما يقوم به الله تعالى , فإنه هو الذي يعرف الإنسان عن نفسه عن طريق الوحي الذي يوحي به إلى أنبياءه , ويكلفهم بتبليغ هذا الوحي لجميع الناس , وجميع الناس عن بكرة أبيهم في كل أمة من الأمم , نالوا هذه النعمة بشكل أو بآخر , وكلما انحرف فهم الإنسان عن معرفة الصفات الإلهية ( النور الإلهي ) , وحاد عن المعرفة الحقيقية الصحيحة بالله تعالى نتيجة اختلاط فكر الإنسان وتفسيراته الخاطئة لوحي الله تعالى , كان سبحانه وتعالى يعيد مرة أخرى تعريف الإنسان بحقيقة صفاته وجميل أسماءه
فالله لا ينتظر إلى أن يتعرف عليه الإنسان ولا يمكن أن يكون مدينا للإنسان باكتشافه , وإنما هو الذي يتولى المبادرة ويسعى بفضله وجوده وإحسانه ورحمانيته ومحبته للإنسان , فيعرفه بنفسه ويعلمه أسماءه الحسنى , بعد أن وضع في فطرة الإنسان الرغبة في معرفته سبحانه وتعالى , فإذا تعرف الإنسان على أسماءه الحسنى وعرف صفاته العظمى , فإنه يحبه وينجذب إليه ويسعى للتقرب إليه , وعندما يتقرب الإنسان إلى الله تعالى فيعرفه أكثر فيحبه أكثر وينجذب إليه بقوة أشد مما سبق , وبذلك يزداد قربه من الله تعالى وعندما يزداد قربه من الله تزداد معرفته به فيزداد حبه له وهكذا , أي كلما عرف الإنسان ربه كلما ازداد حبا له , وكلما ازداد حبا له ازداد قربا منه , وكلما ازداد قرب الإنسان من الله تعالى ازداد نورا وكلما ازداد نورا عرفه أكثر , فيزداد حبا له , ثم يزداد قربا منه , فيزداد نورا من النور الإلهي
وهكذا حلقة مستمرة لا نهاية لها ( معرفة ← حب ← قرب ← نور )
وهذا النور ( الصفات ) الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن يتخلق به ويتجلى ويظهر في الإنسان هو العبادة الحقيقية , وليس نور أي نبي من الأنبياء الذي اكتسبه من النور الإلهي العظيم , أن هذا النبي أو ذاك كان إله أو أصبح إله والعياذ بالله كما ظنت المسيحية , لأنه لا يمكن لأحد المخلوقات أن يعرف الله بشكل تام وكامل كما يعرف الله سبحانه وتعالى نفسه
ومهما عرف الإنسان من صفات الله الحسنى ( النور الإلهي ) واصطبغ بها فسوف تظل هناك صفات لا يعرفها , لأن صفاته عز وجل غير محدودة , وبذلك فإن معرفة الله لا حد لها ولا يمكن أن يكون لها نهاية , وكذلك مهما تقرب الإنسان إلى الله تعالى فلم يصل إليه فإن الله أسمى من أن يصل إليه الإنسان أو أن يصل إليه مخلوق , أما الشعائر الدينية التي نعرفها كالركوع والسجود والخضوع للأوامر والنواهي الشرعية , هي وسائل ضرورية لتحقيق الغاية وهي العبادة كما تقدم
الفرق بين الحلول والتجسد!
1- الحلول :
الحلول هو
اصطباغ النفس البشرية بآثار صفات الله وليس الصفات ذاتها! لأن صفات الذات الإلهية لا تنفك عن الذات, وبالتالي الحلول الذي يتحدث عنه كلا من المدّعي القديم للشعب العبري و المدّعي الجديد للشعب العربي, قد يكون مجرد اصطباغ (وليس تجسد!) بآثار صفة أو أكثر من صفات الله في البشر أي تجلت وظهرت في كلامه وأفعاله (في حدود القدرة البشرية), بسبب قرب العبد إلى ربه, فكلما زادت درجة قرب العبد إلى الله تعالى كلما رفعه الله تعالى إليه روحياً, وليس معنى ذلك أنه صار إله ( والعياذ بالله ) ولكن قد تكون وجاهة وكرامة كجزاء من الله حصراً لعباده المقربين.
بدليل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب, وقال أأيضا : إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) آل عمران, وكما قال أيضا : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) الأنبياء.
هذا الحلول آمن به كلا من : الحواريون و الأحمديون
إذن : جزاء العبد الحقيقي في الدنيا الوجاهة و التكريم
2- التجسد :
التجسد هو
انتقال صفة من صفات ذات الله في جسد بشري ( كجسد المسيح! ) ومنها كلمة الله التي هي أصلاً مجرد صفة من صفات ذات الله المطلقة , ف للأسف تلاميذ المسيح المدّعي القديم بأنه مسيح الشعب العبري فهموا من كلام مسيحهم وأفعاله والتي هي قد تكون وجاهة وكرامة من الله للمسيح إنعكست عليه في صورة ظهور وتجلي لآثار صفات الله في المسيح المدّعي!, فهموا من تجلي وظهور آثار الصفات الإلية في المسيح أن كلامه وأفعاله كلها هي كلام وأفعال الله ذاته الغير محدود! , وأن كلمة الإنسان التي يتفوه بها هي في الحقيقة كلمة الله المتجسد أو روح الله المتجسد ( أي أن كلمة الله اتخذت جسد المسيح مقراً لها ), أو بمعنى آخر اللاهوت تجسد في الناسوت!, لذلك وقعوا في تأليه! المسيح المدّعي العبري وظلوا في ضلالاتهم حتى اتبعوهم جميع النصارى اليوم في كافة أنحاء العالم , وهذا التجســـد آمن به كلاً من : التلاميذ و النصارى
الخاتمة
في النهاية : بفضل الله تعالى وتوفيقه قدم موقع فرع إسماعيل للتوحيد الحقيقي في هذا البحث محتوى مبسط عن : المعنى الحقيقي للعبادة, الفرق بين الحلول والتجسّد! , هذا فإن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليقات
إرسال تعليق